أكد راعي أبرشية الموارنة في فرنسا، والزائر الرسولي على أوروبا، المطران مارون ناصر الجميل على أهمية الدعوات الكهنوتية والرهبانية لتأسيس رعايا جديدة في أبرشية فرنسا ، معلناً أن الدورة الأولى من المجمع الابرشي كانت محل إعجاب وتقدير من قبل مطارنة فرنسا اللاتين والرأي العام الكاثوليكي. إلى ذلك، أعلن خلال إجتماع تقويمي عن تحديد الثلاثين والحادي والثلاثين من أيار موعداً للدورة الثانية من المجمع.

وبمناسبة عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل وعيد الحياة المكرسة، احتفل المطران الجميل مساء الأحد بالقداس الالهي وعاونه الأب فادي المير، خادم رعية سيدة لبنان في باريس، والأب عبود شهوان رئيس دير مار شربل وخادم رعية سورين، ولفيف من الكهنة والرهبان، كما شارك العديد من الراهبات والاكليريكيين وغصت كنيسة سيدة لبنان بالمؤمنين لاسيما الشباب والشابات، وكانت لحظة إضاءة الشموع مؤثرة جدا مما أضفى جواً من التأمل والخشوع والتآخي.

وشرح المطران الجميل في عظته رموز العيد ومعانيه لاسيما الشموع في حقبة الحضارات الوثنية والسلتية والشريعة الموسوية. وأشار ألى أن عيد دخول السيد المسيح الى الهيكل اكتسب معاني جديدة لتكريم مريم العذراء.

ولفت الى ان الشمعة ترمز الى المسيح بعنصريها الشمع من جهة والنور من جهة ثانية، الاول يرمز الى طبيعة المسيح البشرية والثاني اي النور يرمز الى طبيعته الالهية. يذكر ان هذا التعليم الكريستولوجي مرتكز على المجمع الخلقدوني 451 م. اما الرمز الثاني فينحصر بنوع الشمع العسلي حصرا الذي تصنعه النحلة البتول التي ترمز الى مريم البتول التي ولدت يسوع. بينما حمل الشموع هو صدى لكلام سمعان الشيخ وحنة النبية.

وبالنسبة إلى المعنى الروحي، تساءل المطران الجميل، هل يمكننا تخيل الحياة الكنسية من دون مكرسين ومكرسات، هؤلاء الذين يستمرون بتراث الشهادة منذ نشأة الحياة الرهبانية؟ ودعا الشباب والشابات إلى عدم الخوف من تكريس الذات للإنجيل، فهذا بركة لجميع أفراد العائلة لأنه يشارك في استمطار نعم الرب على شعبه، ويسهم في مسيرة الخلاص التي تحققت مع يسوع المسيح، أما مسيرة سمعان الشيخ فتساعدنا لإيجاد طريقة فضلى من شأنها الاستجابة لدعوة الرب لنا. المكرسون هم منكم وإليكم، وهم أساس لإنشاء رعايا جديدة نحن في أمس الحاجة إليها لخدمة المؤمنين. ونأمل أن نلقى دعوات في ما بينكم للقيام بهذه المهمة لإكمال المسيرة في هذه الأبرشية الناشئة.

وأضاف: ينبغي أن يموت الانسان القديم الموجود فينا، ونقلع عن كل ما هو سلبي في حياتنا. والحياة المكرسة لا تعني أننا من خشب وأننا لا نحس ولا نتفاعل، فحياتنا فيها الحلو والمر، لكن الأمل بالمشاركة في حياة أفضل وحب جميع الناس هو ديدننا. والحياة المكرسة ليست عبوراً من الحياة إلى اللاحياة، لكنها طريقة اخرى لمدى أشمل ولوعي رمز معموديتنا. فكل إنسان معمد هو إنسان مكرس، ونحن قد دعينا إلى الحريات الثلاث وهي الفقر والطاعة والعفة. وعلينا أن نصلي جميعاً على نية المكرسين والمكرسات لكي يبقوا مثل هذه الشمعة التي تضيء ويشهدوا لإنجيل سيدنا يسوع المسيح.